"الترام" في شارع الاستقلال بتقسيم.. إسطنبول تستحضر ماضيها العريق

الترام في شارع الاستقلال بتقسيم.. إسطنبول تستحضر ماضيها العريق

"الترام" في شارع الاستقلال بتقسيم.. إسطنبول تستحضر ماضيها العريق

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

إسطنبول-اقتصاد تركيا

ذكريات تاريخ وعراقة إسطنبول تتجلى في كثير من معالمها، ويمثل الترام (قطار الشوارع) في شارع الاستقلال عودة وحنين لذكريات الماضي الجميل للمدينة.

الخط الذي تم إنشاءه عام 1883 كان جزءا من شبكة المواصلات في المدينة، وانتهت خدمته في ستينيات القرن الماضي، ولكن بسبب الحنين له عاد للعمل بهدف عام 1990 ليعبر يوميا من شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم الشهيرة.

ترام الذكريات ينطلق من منطقة قره كوي مرورا بشارع الاستقلال وصولا إلى ميدان تقسم الشهير، ويبلغ طول السكة الحديدية الخاصة به 1.64 كم، وينقل يوميا قرابة 2500 راكب.

الترام مؤلف من عربة واحدة وكانت تضاف له أحيانا عربة ثانية، وهو يذكر بالترام القديم الذي يعود لأكثر من مئة عام من الجيل الأول.

ويعطي الترام جمالا إضافيا للأجواء في شارع الاستقلال الذي يعج عادة بالسياح بين المباني التي تعود لنحو قرنين.

ويعتبر الترام رابطا لعقد المواصلات في المنطقة حيث مترو تقسيم (قطار الأنفاق) الذي يذهب بكافة اتجاهات المدينة المختلفة، ويشكل عقدة مواصلات هامة للزائرين والسائحين وللمقيمين أيضا.

عودة بعد توقف

خطوط الترام القديمة التي انطلقت منذ أيام الدولة العثمانية في إسطنبول، استمرت بالعمل حتى توقفت بشكل نهائي في العام 1966، لتعود بعد 24 عاما مجددا إيذانا لإنشاء خطوط النقل الحديدية الحديثة.

وكانت هناك شبكة من خطوط الترام في مدينة إسطنبول في زمن الدولة العثمانية تقع بشطري المدينة الأوروبي والآسيوي (الأناضول)، واستمرت بالعمل وبلغت في العام 1956 بفترة الجمهورية قرابة 56 خط ترام تعمل بها 270 عربة.

وتأثرت إسطنبول كما المدن الأخرى بتراجع الاهتمام بهذه المواصلات لفترة ليتم الاستغناء عن الخطوط في العام 1966، ومع الحاجة مجددا للخطوط أعيد العمل بترام تقسيم ولتشجيع الناس العودة لاستخدام هذا الأنواع من المواصلات.

ويطلق حاليا على الخط "T2 ترام الحنين والذكريات" وجاء كباكورة للعودة لخطوط النقل الحديدية وتعمل به عربة واحدة حاليا على الكهرباء تنقل الركاب على طول شارع الاستقلال ذهابا وعودة.

ويتبع الخط لشبكة خطوط إسطنبول ويمكن ركوب الترام من محطته الأساسية عبر بطاقات النقل المتعارف عليها، وأغلب ركابه يستقلونه للعودة بالزمن إلى التاريخ القديم للمدينة.

اهتمام الزائرين والسياح

خط ترام شارع الاستقلال يثير اهتمام السياح في منطقة تقسيم، وجرسه لا ينفك أن يقرع ذهابا وإيابا طالبا من جموع الزائرين والسائحين الابتعاد عن الخط الحديدي ليعبر على مهل مختالا وسط إعجاب الزائرين.

ويحظى الترام باهتمام السياح القادمين لإسطنبول من مختلف دول العالم، حيث يستقل هؤلاء الترام للتمتع بأجواء المنطقة الجميلة التي تشهد زيارات عشرات الآلاف من السياح كل يوم.

كما يسعد السياح بالتقاط الصور للترام ذي اللونين الأحمر والأبيض وهو يهم بالوصول إلى محطة تقسيم لينزل منه الركاب القادمين من الجهة الأخرى ويستعد الركاب الوقفين للركوب والذهاب الاتجاه الآخر قبل أن يتحرك الترام مجددا.

وبذلك يضفي الترام إضافة جميلة لعراقة المنطقة وقدمها فهي تعد من أكثر المناطق إثارة لاهتمام السياح والزائرين لضمها الكثير من المعالم والفنادق، والأسواق والمنشآت المختلفة.

وتوجد في المنطقة كذلك قنصليات وجوامع تاريخية وحديثة، وكنائس قديمة، ومكتبات ومعارض وأسواق ومطاعم ومقاهي متنوعة، وفنادق مختلفة، وتجرى فيها فعاليات ونشاطات فنية وثقافية على مدار العام.

المصدر: الأناضول

×